تحليل نقدي لبلاغ الجامعة الملكية المغربية للجمباز حول كأس العرش 2025: فشل تنظيمي وإهدار للمصداقية

 إدارة الأزمات أم صناعتها؟  

البلاغ الصادر عن الجامعة الملكية المغربية للجمباز (FRMG) بتاريخ 25 يونيو 2025 يُجسد نموذجاً صارخاً لـ "الإدارة العشوائية" في الرياضة المغربية، حيث حوّل مسابقة وطنية (كأس العرش) إلى سلسلة من الكوارث التنظيمية التي تهدد سلامة اللاعبين ومصداقية المؤسسة.

الخلل التنظيمي: تحليل نقطي نقدي  

1. التخطيط الفوضوي  

- إصدار البلاغ قبل 10 أيام فقط من المنافسة: انتهاك صريح لمعايير الـ FIG (الاتحاد الدولي للجمباز) التي تُلزم بالإعلان المسبق لبرامج المسابقات لتمكين اللاعبين من:  

  - رفع مستوى الصعوبات الفنية (Difficulty Score)  

  - ضبط فترات التربص (Training Camps)  

  - تحقيق التوازن بين الأداء والراحة (Work-Rest Balance).  

2. الإهمال البيئي 

- تنظيم المسابقة في مراكش (45°م) يوليو 2025 في قاعة "المحاميد" التي وُصفت بـ:  

  "مقلاة بمواصفات فرن أو طاجين على جمر الفحم"

  - تجاهل تام لتوصيات الـ COP (Code of Points) الخاصة بدرجات الحرارة المثلى (22-25°م).  

  - إجبار اللاعبين على المنافسة في بطولة الفرق (6 أجهزة للرجال + 4 للنساء) بعد 24 ساعة فقط من كأس العرش → مخالفة لبروتوكولات التعافي (Recovery Protocols).  

3. نصائح غير علمية 

- التوصية بـ:  

  > "تناول البطيخ بدلاً من الماء لتجنب ثقل المعدة"  

  - تجاهل لأبحاث الطب الرياضي (Sports Medicine) التي تؤكد ضرورة ترطيب الجسم (Hydration) أثناء النشاط البدني المكثف.  

4. إشكالية الإشراف (Superviseur de la Compétition)  

- اختراع منصب "مشرف المسابقة" لـ:  

  "تفصيل النتائج على مقاس الأندية المفضلة"  

  - غياب الشفافية في تطبيق الـ COP وتوزيع النقاط.  

5. انهيار الهيكل التحكيمي  

- إدارة المسابقة من قبل:  

  "أعضاء جامعيين بدلاً من طاقم تحكيم معتمد" 

  - انتهاك للمادة 7 من لائحة الـ FIG الخاصة باستقلالية الحكام.  

6. هيمنة الثنائي على التحكيم  

- سيطرة عنصرين فقط على نتائج المسابقة → تزوير في تطبيق معايير الـ Execution Score.  

7. تضارب المصالح الأكاديمي 

- توظيف أكاديميين تحت ضغط "ولاة النعم" →انعدام الحياد.  

8. إهانة الأندية بنتائج PDF  

- إرسال النتائج عبر PDF بعد 4 أيام (خلال موعد أقصاه 9 يوليو):  

  - إلغاء لإعلان النتائج العلني المطلوب بموجب المادة 12 من دليل الـ FIG.  

9. توظيف اللاعبين الأجانب 

- السماح بـ 3 لاعبات أجنبيات لكل فريق (طبقاً للمادة 14):  

  "خدمة لمصالح نادي 'اللي ما يتسماش'" 

  - تناقض مع شح القاعات والعتاد المحلي.  

10. تلاعب بالقوانين  

- تطبيق Code FIG Senior 2025/2028 بشكل انتقائي:  

  - اشتراط 4 لاعبين يشاركون، 3 نتائج تُحتسب (البند 11.b) → آلية مصممة لخدمة أندية محددة.  

11. تدمير رمزية الكأس  

- دعوة جميع الفئات للمشاركة باستثناء "الكتاكيت" و "Baby Gym":  

  "تحويل المسابقة إلى سيرك بفرق شعبية"  

  - تجريد كأس العرش من قيمتها التاريخية.  

12. غياب الرقابة 

- غياب التحقق من:  

  - الرخص الجامعية  

  - جوازات السفر  

  - شهادات الميلاد 

  → بيئة خصبة للتزوير.  

الخلاصة: تشريح أزمة نظامية  

1. الإدارة الفاشلة:  

   - تحويل المسابقات الوطنية إلى مؤتمرات إهدار الموارد بدلاً من تطوير الرياضة.  

2. الفساد الهيكلي:  

   - توظيف اللوائح (مثل المادة 14) لخدمة نادي "اللي ما يتسماش".  

3. خطر صحي:  

   - تعريض اللاعبين لـ ضربات حرارية (Heatstrokes) وإرهاق عضلي قد يُنهي مسيرات.  

4. الخسارة الجوهرية:  

   - تآكل ثقة الأندية والجمهور في الحوكمة الرياضية.  

"هذه ليست أخطاءً تنظيمية، بل جريمة إدارية تُرتكب باسم الرياضة." — تعليق أكاديمي متخصص.  

التوصيات العاجلة  

- تدخل وزارة الشباب والرياضة لتجميد نشاط FRMG.  

- مراجعة شاملة لأنظمة التحكيم والتراخيص.  

- محاكمة المسؤولين عن انتهاكات السلامة الرياضية.  

- إشراك الأكاديميين المستقلين في إعداد اللوائح.  

الوضع الحالي ليس "غيظاً من فيض"، بل انهياراً لمنظومة رياضية تتطلب إعادة بناء من الصفر.

ملحوضة:

كل المعلومات الواردة في مقالنا مستقات من مصادر مباشرة من كواليس الجامعة الملكية للجمباز.